مؤتمر الصومام في الجزائر ظروف انعقاده و نتائجه وأهدافه

24 ديسمبر 2023
مؤتمر الصومام

عقد مؤتمر الصومام في العام 1956م في قرية إيفري بلدية أوزلاقن بجاية في الجزائر وحدث ذلك بعد مرور عامين على اندلاع الثورة الجزائرية التي قام بها الفاتح في العام 1954م، وبعد حدوث التوسعات التي حصلت في المنطقة، أصبح من الضروري وضع استراتيجية متعلقة بالجوانب السياسيّة والعسكريّة المتعلّقة بجبهة التحرير الوطني، والتي تهدف بشكل أساسي إلى وضع مسار واضح ومحدد لها، ولذلك قام قادة الثورة بطرح فكرة انعقاد هذا المؤتمر، والذي أقيم في وادي الصومام، حيث عملوا من خلال هذا المؤتمر بوضع الأهداف السياسيّة ذات العلاقة المباشرة بالثورة، والعمل على تنظيمها بطريقة شاملة في مختلف المجالات المتعلقة بالسياسة وبالتحديد العسكريّة الاجتماعيّة.

مؤتمر الصومام:

يعتبر مؤتمر الصومام من القرارات الأولى التي تبنتها مجموعة الـ 22 التاريخية حين تفجيرها للثورة، حيث كان من المفترض أن يلتقي القادة مجددا بعد عام من تفجيرها لتقييم نتائجها وتقدير الصعوبات وإعادة تنظيمها وترتيبها، لكن هذا القرار لم ير النور في موعده بسبب الأحداث المؤلمة التي شهدها العام الأول من بداية الثورة كاستشهاد بعض القادة مثل: باجي مختار وديدوش مراد، و سويداني بوجمعة واعتقال البعض الآخر كرابح بيطاط ومصطفى بن بولعيد ورحيل بوضياف إلى الخارج فضلا على الصعوبات التي لم تكن متوقعة كشراء الأسلحة وإدخالها إلى الجزائر.

وبعد هجمات 20 أوت 1955 وما حققته من نتائج إيجابية دفع ذلك المسؤولين لمحاولة التعرف على حقيقة الوضع بعد ذلك وإجراء اتصالات في سبيل عقد المؤتمر الوطني.

ظروف انعقاد مؤتمر الصومام

دعا إليه عبان رمضان حيث جرت الاتصالات بين قادة الثورة، واختيرت قرية ايفري الواقعة بوادي الصومام بالقبائل شمال الجزائر نظرا لموقعها الإستراتيجي الأكثر أمنا، واختير 20 أوت لكونه يصادف الذكرى الأولى لـ هجوم الشمال القسنطيني، ودخول القضية الجزائرية إلى هيئة الأمم المتحدة في أكتوبر.

أبرز الحاضرين:

عبان رمضان، العربي بن مهيدي، أعمر أوعمران، زيغود يوسف، كريم بلقاسم، الأخضر بن طوبال، و تغيب عن المؤتمر بعض القادة البارزين من داخل وخارج الجزائر لأسباب أمنية.

أسباب انعقاد مؤتمر الصومام : 

يعتبر هذا المؤتمر من أهمّ الأحداث التاريخية التي حدث في الثورة الجزائرية، وكان أحد النتائج المهمة والحتميّة لجميع الظروف التي أحاطت بهذه الثورة، والتي تتمثل في مجموعة التطورات والإنجازات السياسية والعسكرية، التي تم تحقيقها منذ بداية الثورة التي اندلعت في العام 1954م، بالتحديد في بداية شهر نوفمبر، ولحين انعقاد المؤتمر، بالإضافة إلى النتائج الكثيرة التي تحققت في هذه الثورة، كانت حافزاً قوياً لعقد المؤتمر، لكي يتمّ تقييم الوضع منذ بداية الثورة، ووضع القواعد والخطط المستقبلية، والصعوبة الكبيرة في الاتّصال والتواصل ما بين قادة جيش التحرير الوطني، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي بذلت فرنسا للقضاء على الثورة وغيرها من الأسباب التي أدّت إلى انعقاد هذا المؤتمر.

أهداف مؤتمر الصومام : 

  1. العمل على تقييم المرحلة التي سبقت الثورة الجزائريّة، بكافة ما تتضمّنه من أحداث إيجابيّة أو سلبيّة، والهدف من ذلك التخلّص من كل ما هو سلبي، والعمل على تطوير وتقديم كل ما هو إيجابي. 
  2. تحديد استراتيجية منظّمة وموحّدة وشاملة وذات علاقة مباشرة بالعمل الثوري، ويكون ذلك على جميع الأصعدة سواء الداخليّة أو الخارجيّة.
  3.  تشكيل تنظيم جديد ومحكم بشكل جيد، فيما يتعلق بالميدان السياسيّ، والعسكريّ، والإداريّ، بالإضافة إلى الاجتماعيّ. الهدف الرئيسي هو توصيل صدى صوت الثورة الجزائريّة للرأي العام الدولي والعالمي. ا
  4. لعمل على إصدار وثيقة ذات طابع سياسيّ ذي علاقة مباشرة بالثورة. العمل على توحيد جميع المواقف للقضايا المتعلقة بالثورة، والتي تمّ طرحها على الساحة الوطنيّة، وبناءً على ذلك قرر القادة القائمين على الثورة، بالعمل على التجهيز لعقد اجتماع وطني، للعمل على دراسة شاملة لجميع الأوضاع المتعلّقة بالثورة.
  5.  وضع ميثاق ذو طابع سياسي، من أجل إيجاد قيادة مركزية موحدة، وقادرة على القيام بتسهيل المقاومة وتسييرها.

نتائج مؤتمر الصومام:

كان من أهم النتائج التي تمخض عنها هذا الاجتماع هي توحيد النظام العسكري والسياسي حيث وضعت رتب عسكرية والعلامات التي ترمز لها، وضع خريطة جديدة للجزائر وفقا لظروف الحرب آنذاك وتحسين مستوى المبادرة، والتعاون والتنسيق بين مختلف القوى المشاركة في الثورة في ذلك الزمان، وتقرر استبدال تسمية المنطقة باسم الولاية، والناحية بالمنطقة، والقسم بالناحية، إضافة إلى أحداث القسمة، ومنطقة العاصمة المستقلة، واتحاديات جبهة التحرير الوطني في فرنسا والمغرب وتونس. كما وضعت إستراتيجية للعمل المستقبلي للثورة والتي كانت تهدف إلى:

  • إضعاف الجيش الفرنسي
  • الإخلال بالوضع في فرنسا إلى أقصى الحدود اقتصاديا واجتماعيا
  • مؤازرة الشعب الجزائري في وجه البطش الاستعماري الفرنسي
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.