هذا ما حدث مع ناصيف زيتون في دمشق

29 أكتوبر 2023
ناصيف زيتون

 

 

ناصيف زيتون

بينما كان الفنان السوري الشاب ناصيف زيتون يُنهي مؤتمره الصحافي في أحد فنادق دمشق، تدافع عشرات الصحافيين والصحافيات في قاعة المؤتمر للوصول إلى نجم «ستار أكاديمي»، والتقاط صورة «سيلفي» معه، وتطور الأمر إلى اشتباك بالأيدي بين مرافقة الفنان وبعض الصحافيين.

أكثر من ساعة ونصف الساعة من الانتظار، أطلّ بعدها صاحب «كلّو كذب»، وسط حالة من الذهول والانبهار بين معظم أبناء «مهنة المتاعب»، الذين لم يتجرّأ أحد منهم على مجرّد الاحتجاج، لاستهتار النجم بمواعيده.

بالغ هؤلاء في مدح صاحب «صوت الربابة». إحدّاهن قالت له إن شوارع الشام أُغلقت من شدة الازدحام لاستقباله، في حين طالبه أحدهم بالإشراف شخصياً على خطة لتطوير الموسيقى في سوريا ، وتساءل آخر عن مدى منافسته القوية لسلطان الطرب جورج وسوف.

ووصل الأمر بإحدى الصحفيات للتساؤل: «هل يمكن أن نستغني عن فيروز في الصباح ونسمع بدلاً منها ناصيف زيتون؟».

كل هذا الإطراء كان مقدّمة لأسئلة هزيلة ومكررّة من قبيل: «ما هو برجك؟»، «ما هي هواياتك المفضلة؟»، «ما هي علاقتك بالبلاي ستيشن؟»، «ما هو مسلسلك المفضل؟»، «وهل تنوي تصوير فيديو كليب جديد؟».

نجم «يا صمت» كان ذكياً في التعامل مع غباء معظم الأسئلة المطروحة، وبدا «المتكلّم الوحيد» لأكثر من ربع ساعة، وتحوّل إلى «سلطة رابعة» أمام مجموعة من المبتدئين في الصحافة.

ورفض منشد سوريتي هويتي منح الصحافة السورية أي تصريح خاص بعد المؤتمر، رافعاً الجلسة مع الصحافيين من دون التقاط مجرد صورة تذكارية، إلاّ لمن خاض معركة في سبيل الوصول إليه.

وأحيا ابن «جديدة عرطوز» مهرجان الشام الأول، ملتفاً بالعلم السوري، وهي عادة درجت مؤخراً، وبدا جمهور الحفل «متجانساً»، حيث غلبت عليها فئة الشباب.

 

الحدث الذي شهده نحو أربعة آلاف شخص، وضعته وزارة السياحة السورية في سياق «الانتصارات»، وعودة الأمور إلى طبيعتها في عاصمة الأمويين.

وحتى هذه اللحظة، لا تزال العلاقة بين الصحافي والفنان في سوريا ملتبسة، في ظل غياب شبه كامل لحرفة الصحافة الفنية محلياً، وقد اقتصرت على «مجموعة تجارب» يتيمة، يتمحور عملها حول السؤال التقليدي: «ماهي آخر أخبارك الفنية؟».

وصنع هؤلاء، عن غير دراية، «سطوة النجومية» لدى بعض الفنانين، في حين كان المطلوب منهم مجرد علاقة «ندّية» مع الفنان، تحافظ على ما تبقى من «هيبة» صاحبة الجلالة وأصول عملها.

المصدر: الأخبار اللبنانية

 

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.