التدخين آفة العصر دون شك ، فإن أردنا كتابة سيئاته ومضاره على صحة الإنسان وحالته النفسية و الاقتصادية و الاجتماعية قد نحتاج للكثير من الصفحات لكتابتها و احصائها .
للأسف هذه العادة السيئة و التي هي أصلا من تصنيع الدول الغربية و تصديرها الا أن سوقها الحقيقي هو دول العالم الثالث والدول الفقيرة حيث يقل مستوى الثقافة و الوعي بأضرار هذه العادة ، كما تخف رقابة الحكومات بهذه الدول بسبب انتشار الفساد و عدم الاكتراث لمصلحة المواطنين .
لا يجادل أحد بان التدخين مدمر للصحة و كل الدراسات أثبتت أنه القاتل الأول في العالم و أنه سبب رئيسي لكل الأمراض المزمنة و الخطيرة ، لكن هل يعتبر هذا الشيئ هو أخطر مافي التدخين ؟
اذا اخذنا نظرة بعمق أكثر قد نجد أن هناك ما هو أخطر و خاصة على الغير ، فالمراهق الذي يعتبر أباه أو أمه مثلا أعلى يجب أن يقتضي بهم بكل تصرفاتهم وهذا ما يجعله يفكر بالتدخين و يجربه لاحقا ، و بشكل غير مباشر يكون الأهل قد دمروا حياة ولدهم و جنوا عليه لباقي عمره . هذا اضافة لجعل الأطفال بالمنزل يستنشقون هذا الهواء المشبع بهذا المواد الضارة و الكريهة الشيئ الذي سيدمر صحتهم مع مرور الوقت .
ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نحافظ على أبنائنا ونحميهم وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن كل إنسان راع وكل راع مسؤول أمام الله عن رعيته فالوالدان هما المسؤولان عن تربية أبنائهم وتوعيتهم .
إن أغلب المدخنين يعي الأضرار الصحية الناجمة عن التدخين وتراودهم الرغبة في الإقلاع بل أن بعضهم قد ترك التدخين ويرجعون إليه في حال ضعف أمام رؤيته لمدخن أو مصاحبته لمدخن. إن المدخنين يعتقدون أن التدخين يساعدهم على الاسترخاء في مواقف الشدة والقلق، لكن الأدلة العلمية تؤكد عكس ذلك، فالقلق والعصبية والتململ مظاهر رئيسية للكرب والضغوط النفسية، وهي في الوقت ذاته سمات بارزة في المدخنين كجزء من شخصية المدخن أو من حلقة القلق المفرغة التي يدور فيها. ولا تخلو أغلب الأعمال الفنية من عاشق ولهان ينفث سيجارته وآخر مضطرب يسرع ليشعل سيجارته.
التدخين يشوه الأسنان ويجعل رائحة الفم كريهة، أما على المدى البعيد فقد ثبت ان التدخين يقتل شخص كل ست ثوانٍ ويصيب الإنسان بسرطان الرئة والمخ والحنجرة والدم وأمراض القلب والذبحات الصدرية. ولا يخفى عليك أن جميعها أمراض قاتلة، قال تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
