سفاح نيوزلندا يوجه رسالة إلى تركيا والدولة العثمانية وسيناتور استرالي يبرر الهجوم الذي أدى الى مقتل عشرات المصلين
حالة استنكار و صدمة سادت العالم بعد الهجوم الإرهابي المسلح الذي استهدف مسجدين، الجمعة 15-3-2019، في نيوزيلندا، وأسفر عن مقتل 49 شخص وإصابة العشرات.
وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #حادث_نيوزيلندا_الارهابي الذي تصدر قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في معظم الدول العربية حاصدا أكثر من 14 ألف تغريدة وصف من خلالها المغردون الهجوم الإرهابي والإجرامي.
تصريحات مستفزة لسيناتور استرالي
السيناتور الأسترالي فرايزر أنينغ في تصريحات زادت الاستياء برر الهجوم الإرهابي على المسجدين .
وقال أنينغ: “السبب الحقيقي لإراقة الدماء في نيوزيلندا اليوم هو برنامج الهجرة الذي سمح للمسلمين بالهجرة إليها. لنكن واضحين، ربما يكون المسلمون ضحية اليوم.. لكن في العادة هم المنفذون، وفي العالم يقتل المسلمون الناس بمستويات عالية باسم دينهم”.
وتابع: “الدين الإسلامي ببساطة.. هو أصل وأيديولوجية العنف من القرن السادس. فقد برر الحروب اللانهائية ضد كل من يعارضه ويدعو لقتل غير المؤمنين به”.
رسالة إلى تركيا
ونشر برينتون تارانت منفذ هجوم المسجدين في نيوزيلندا، بيانا كرس حيزا منه ليشرح فيه دوافع عمله الإرهابي موجها رسالة للأتراك يحذرهم فيها من مغبة محاولة “استيطان الأراضي الأوروبية”.
وكتب للأتراك: “يمكنكم العيش في سلام في أراضيكم على الضفة الشرقية للبوسفور، لكن إذا حاولتم العيش في الأراضي الأوروبية، وفي أي مكان غربي البوسفور، سنقتلكم ونطردكم يا صراصير من أراضينا”.
ودعا تارانت أيضا لقتل من وصفهم بـ”رموز أعداء أمتنا”، وخص بالذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إضافة إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وعمدة لندن باكستاني الأصل صادق خان.
وكان تارانت قد بث مباشرة عبر موقع للتواصل الاجتماعي وقائع إطلاقه النار على المصلين في أحد المسجدين.
ورد الرئيس التركي رجا طيب أردوغان قائلا: “تبيّن أن هذا القاتل نشر بيانا يستهدف فيه جميع المسلمين وبالإضافة إلى بلادنا وشخصي أنا”.
وأضاف: “مواقفنا ستكون مبدئية ضد سلب حياة أي شخص بريئ من أي عرق أو مذهب أو مشرب كان”.
كما أشار الرئيس أردوغان إلى أن ثلاثة أتراك أصيبوا بجروح في الهجوم الإرهابي على المصلين الذي راح ضحيته 49 شخصا.
ماهي تفاصيل هجوم نيوزلندا الإرهابي؟
كانت الشرطة النيوزيلندية أكدت مقتل 49 شخصا في حادث إطلاق نار إرهابي استهدف مسجدين في مدينة كرايستشيرش جنوب نيوزيلندا.
واستهدف إطلاق النار مسجد النور في منطقة “دينز أفينيو” وسط كرايستشيرش، ومسجدا آخر في ضاحية لينوود المجاورة.
وذكرت الشرطة أن 41 شخصا قضوا نحبهم في الهجوم على مسجد “النور”، كما قتل سبعة آخرون في الهجوم على مسجد لينوود. وتوفي أحد الضحايا في مستشفى كرايستشيرش، ليصل إجمالي عدد الضحايا إلى 49 قتيلا.
وارتدى منفذ الهجوم كاميرا وقام بتسجيل واقعة إطلاق النار وتحميلها على مواقع التواصل الاجتماعي. وذكرت شركة “فيسبوك” أنها “سارعت بحجب حسابات منفذ الهجوم على موقعي فيسبوك وانستغرام، بالإضافة إلى مقطع الفيديو” بعد تلقي إخطار من الشرطة.
ويظهر في المقطع، الذي تبلغ مدته 17 دقيقة، رجلا أبيض يرتدي ملابس مموهة وسوداء، وهو يقود سيارته نحو ما بدا أنه مسجد النور.
ويبدو أن منفذ الهجوم أطلق النار على 24 شخصاً، على الأقل، داخل المسجد بالإضافة إلى اثنين آخرين في الشارع.
وتم اعتقال أربعة أشخاص للاشتباه بصلتهم بإطلاق النار، وهم ثلاثة رجال وامرأة.
وتم توجيه اتهامات بالقتل إلى رجل في أواخر العشرينيات، ومن المقرر أن يمثل أمام محكمة في كرايستشيرش غدا السبت.
واعتقلت الشرطة شخصين آخرين في منطقة الهجوم، وبحوزتهما أسلحة نارية، والبحث جار عن مدى تورطهم في إطلاق النار.
وقال مفوض الشرطة النيوزيلندية مايك بوش: “ضبطنا عددا من الأسلحة النارية في موقع الهجوم”.
وأضاف: “لم نرصد تهديدات أخرى منذ استجابتنا لهذه الواقعة”.
وذكرت الشرطة أنها عثرت على “عدد” من القنابل مثبتة في “سيارات قمنا استيقافها”.
وصدرت التعليمات للمساجد في أنحاء نيوزيلندا بإغلاق أبوابها، وتم توصية المصلين بعدم الذهاب إليها.
غير أنه أعيد فتح المدارس في كرايستشيرش.
ولم يتم حتى الآن تحديد هوية المشتبه بهم، رغم أن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريس صرح للصحفيين أنه تم إبلاغه أن أحد المشتبه بهم استرالي الجنسية، وأكدت رئيس الوزراء النيوزيلندية جاسيندا يردن أن أحد المشتبه بهم كشف عن أنه أسترالي المولد.
لم يتضح أيضا ما إذا كان المشتبه بهم ينتمون إلى شبكة أوسع نطاقا.
وصرح مفوض الشرطة مايك بوش في هذا الصدد قائلا إن الشرطة “ليس لديها علم بشأن وجود أشخاص آخرين، ولكن لا يمكننا افتراض أنه لا يوجد آخرون”.
ورفضت الشرطة التعليق بشأن دوافع المشتبه بهم.